![]() |
نار الفتنة
لم
يكتف أعداء الإسلام بتمزيق المسلمين فيما بينهم عن طريق إثارة النعرات الطائفية و
إنما حاولوا ان يدخلوا المسلمين في صراع دائم مع الأقليات النصرانية التي تعيش في
العالم الإسلامي والتي عاشت طوال مراحل التاريخ الإسلامي متمتعة بحقوقها التي
كفلها لها الإسلام .
ولقد
كان اصطناع هذا الأسلوب من توجيه القائد الفرنسي (المأسور) لويــس التاسع ، فقد
أكّد على انه لابد من استغلال نصارى الشرق في تنفيذ مخططات الغرب ، كما أكّد
المؤتمر الأوروبي الذي انعقد في برلين سنة 1878 على هذا الأسلوب فكان من مقرراته
الأساسية :
1- تحطيم
الدولة العثمانية
2- تمزيق
البلاد الإسلامية إلى دويلات تقام بينها حدود مصطنعة
3- مساندة
و تشجيع المذاهب المناهضة للإســلام
4- دعم
الأقليات النصرانية الموجودة في البلاد الإسلامية و استغلالها في إثارة الفتن و
القلاقل [1]
و هذا
ما حدث فعلا في كثير من الدول العالم الاسلامي و على رأسها لبنان و الحبشة و
الفلبين و نيجيريا و التشاد و فلسطين و مصر و الأردن ، ففي هذه البلاد أثارت الصليبية نار الحروب الطائفية بين
المسلمين و النصارى ، كما حاولت ان تساعد الأقليات النصرانية بكل ما تستطيع من أجل
إضعاف المسلمين و زيادة نفوذ النصارى بحيث تتولى الأقليات النصرانية زمام الحكم و
التوجيه في هذه البلاد ، أو على الأقل يكون لها نصيب وافر من المناصب القيادية
فيها .
بل تصل
احلامهم أحيانا الى ما هو أبعد من ذلك حيث يخططون لقيام دول نصرانية مستقلة تنتزع
من بين دول العالم الإسلامي و هذا ما يمكن أن نفهمه من الخطاب الذي ألقاه غولدمان
في مؤتمر المثقفين اليهود حيث قال ما نصــّه قال :
(( إذا أردنا لإسرائيل البقاء و الإستمرار في الشرق الأوسط فعلينا أن نفسخ الشعوب المحيطة بها الى أقليات متنافرة ، تلعب اسرائيل من خلالها دوراً طليعياً ، و ذلك بتشجيع قيام دولة علوية في سوريا و دويلة مـارونية في لبنان ، و دويلة صليبية في الاردن و دويلة كردية في العراق ، و دويلة قبطية في مصر ))[2].
و أظن ان
هذا الكلام غني عن التعليق فقد تحقق معظمه امام أعيننا ، ففي سوريا قامت الدولة
العلوية التي أخذت على عاتقها للقضـاء على السُنيين المسلمين و في لبنان يقوم
النصارى بالقضاء على المسلمين هناك ، و يسير المخطط بدقة في كل دول العالم
الإسلامي التي توجد فيه أقليات نصرانية .
|
بقلم الدكتور : سعد الدين سيد صـالح
تم تحديث هذه الصفحة في: 14/05/2016